الإمام الخامنئي في لقاء القيّمين على المؤتمر الوطني لشهداء محافظة كرمانشاه

نمط عيش الشهداء ضرورة اليوم في حرب الأعداء المركّبة

التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، مع القيّمين على المؤتمر الوطني لإحياء ذكرى 9800 شهيد من محافظة كرمانشاه، وذلك في 6/10/2024، ونُشر نص كلمة سماحته اليوم (الخميس) 24/10/2024، في مكان إقامة المؤتمر بكرمانشاه.

خلال كلمته في هذا اللقاء، عدّ الإمام الخامنئي كرمانشاه بأنها مكان للالتقاء والتعايش النبيل بين الأقوام والمذاهب المختلفة، وأنّ أهاليها حماة ثغور إيران المخلصون والصادقون. كما كرّم سماحته ذكرى آية الله أشرفي الأصفهاني، إمام الجمعة الشهيد في كرمانشاه، وقال: أهالي كرمانشاه وشبابها أبطال حقًّا، ومستعدون للدفاع والذود عن البلاد، وقد أثبتوا هذه السمة في مراحل عدة، بما في ذلك مرحلة الدفاع المقدس، وصمودهم أمام عدوان النظام البعثي، وكذلك في وقت سابق خلال تصدّيهم في اللحظة المناسبة للانفصاليين الخائنين.

ثم أثار الإمام الخامنئي التساؤل عن مسؤوليتنا اليوم تجاه إرث وذكرى الشهداء وتضحياتهم، وقال: إن حاجة البلاد اليوم إلى روح رسالة هؤلاء الشباب المخلصين، ونمط عيشهم الإيماني، لا تقلّ أهمية عن مرحلة الحرب، إذ كانت الحرب في ذلك اليوم حربًا عسكرية واضحة، لكنها اليوم حرب مركّبة.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ مؤامرات العدو باتت معقّدة، وأنها تركيب من الأدوات الصلبة والناعمة بهدف توجيه ضربات إلى إيران، وأضاف: اليوم، يستخدم العدو كُلًّا من الأسلحة النارية والعمليات النفسية والأسلحة الثقافية لمواجهة الجمهورية الإسلامية. ولا شك أن قوّتنا اليوم قد تضاعفت مئة مرة مقارنة بزمن الحرب المفروضة، وقدرات البلاد باتت غير قابلة للمقارنة بتلك المرحلة؛ لكن مجرد الحضور في الميدان العسكري وأنواع التقدم في هذا المجال ليس كافيًا، بل يجب أن ننجز أعمالًا مؤثرة أيضًا في القلوب والعقول والألسن والتوجهات.

كما تطرّق الإمام الخامنئي إلى دور الشباب الريادي في الدفاع عن البلاد خلال مرحلة الحرب المفروضة، مؤكّدًا أنّهم اليوم أيضًا العنصر الأساسي في مواجهة الأعداء والمغرضين، وأضاف: يجب أن يتعرّف الشباب اليوم بنحو عميق على قيمة وأهمية إنجازات الشهداء، وسماتهم البارزة والمميزة، مثل الإخلاص والإيثار والتضحية، والسلوك الإسلامي والملتزم للمجاهدين، وذلك بالمقارنة مع العسكريين المارقين والناهبين التابعين لدول أخرى.

ولفت الإمام الخامنئي إلى أهمية تقييم تأثير الإنتاجات الثقافية والفنية، وقال مؤكدًا: ينبغي أن تكون الروح الحاكمة في جميع الأنشطة موجهة نحو التأثير والنتائج، خاصة في صفوف جيل الشباب، كذلك يجب أن تقيّموا وتروا مدى تأثير نتاج أعمالكم على الشباب.
 

الرجاء كتابة تعليقاتكم