مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي في لقاء مع هيئة الإحياء لذكرى الشّهداء من طلّاب الحوزة العلميّة
أن يكون الإنسان عالم دين وملّاً كبيراً ومجتهداً رفيع الشأن، لا يعني الانزواء واعتزال ميدان الجهاد ... لا ينبغي تصوّر أن لو أردنا أن نكون علماء، ومراجع، ومحقّقين، ومدرّسين رفيعي الشأن في الحوزة، فإنّ مقتضى ذلك اعتزال العمل الجهادي والساحة الجهاديّة وأمثال هذه الأمور. لا، خوض غمار ساحة الجهاد مسؤوليّتنا، ولا بدّ أن نجاهد.
مسؤوليّتنا الأولى والأساسيّة نحن مجتمع علماء الدين هي عبارة عن الدّعوة إلى الخير، العمل الذي كان ينهض به الأنبياء، وأفضل سُبل الدّعوة إلى الخير العمل. العمل في ميدان الخير وميدان الدّعوة. لذلك فإنّ خوض غمار ميدان الجهاد مسؤوليّة أوليّة وبديهيّة وحتميّة لعالم الدّين وطالب العلم.
قضيّة الشهادة ليست بالأمر الجديد بين جموع علماء الدين، وقد كان لدينا شهداء عظام. وبين علماء الدين السنّة أيضاً كان لدينا [شهداء] في الحرب وفي شتّى المراحل بعد الحرب أيضاً. مؤخّراً استُشهد الشهيد شيخ الإسلام الذي كان من العلماء شديدي التأثير والإفادة في كردستان، واستشُهد أيضاً العديد من الشّهداء الآخرين إن كان في هذه المنطقة أو غيرها.
عندما يدخل طالبُ العلم لدينا الحوزة العلميّة من أجل الدارسة، يطالع بعد انقضاء عامين أو ثلاثة كتاب شرح اللُّمعة. اللّمعة من تأليف شهيد وشرحه لشهيدٍ آخر. الشهيدان الجليلان من العلماء البارزين ومن الذين يُعدّون من حيث المنزلة العلميّة بين أنجم عالم العلماء.
علماؤنا الشّهداء هم من قاموا بدعوة النّاس، بلسانهم وبعملهم أيضاً. لقد شاهدتُ بشكل متكرّر في مرحلة الدّفاع المقدّس طلّاب علم شباب يرتدون الزيّ العسكريّ، كانوا قد حضروا منذ البداية بين الوحدات العسكريّة تحت عنوان التبليغ ...، ولم يكونوا يكتفون بهذا الأمر بل يحضرون بأنفسهم في الخطوط الأماميّة لميادين الحرب، وقد استُشهد عددٌ كبيرٌ منهم.





