المرأة المجاهدة والصابرة

لقد كان زمناً صعباً، وفي ذاك الزمن الصعب كان دور النساء دوراً استثنائياً؛ دور أمهات الشهداء، دور زوجات الشهداء، دور النساء المباشر المتصل بساحة الحرب مباشرة، في أعمال الدعم والمؤازرة، وأحياناً وبشكل نادر في الأعمال العسكرية والعمليات. ولقد شاهدتُ عن قرب أعمال الدعم الحربي التي قامت بها النساء في الأهواز حيث كان دوراً منقطع النظير. لقد كانت النساء فاعلات حتى في الأقسام العسكرية. القصة التي كتبتها السيدة حسيني «دا» تدل على هذا الأمر، لقد شكّلن فريق عمل لا يمكن قياسه بأي معيار ولا ميزان. أن تكون أمّاً، أمّاً لشهيد، أمّاً لشهيدين، لثلاثة شهداء، لأربعة شهداء، ليس الأمر بالمزحة؛ يسهل ذكره على اللسان. إذا تعرّض طفل للزكام، وسعل عدة مرات كم نقلق عليه؟ فماذا لو ذهب الولد فقُتل ثم قُتل الثاني وثم الثالث، هل هذه مزحة؟ وهذه الأمّ بكل عواطفها الأمومية المرهفة والملتهبة، تؤدي دورها بشكل تتشجّع معه مئة أمّ أخرى لإرسال أولادهن إلى ساحة الحرب، لو أنّ تلك الأمهات - حين وصلتهن جثامين أبنائهن أو لم تصل- صدرت منهنّ آهات وأنين، عتاب وشقّ للجيوب أو اعتراض على الإمام [الخميني] وعلى الحرب، فلا شكّ أنّ الحرب كانت ستُشلّ في تلك السنوات والمراحل الأولى للحرب.

 

الرجاء كتابة تعليقاتكم